لماذا أصبح التقدم التكنولوجي أسرع من قدرتنا على التكيف؟
في العقود السابقة، كانت الابتكارات التكنولوجية تُولد بوتيرة ثابتة، مما أتاح للمجتمعات والمؤسسات وقتًا كافيًا للفهم، التبني، والتكيّف. لكن في السنوات القليلة الماضية، أصبحنا نعيش داخل منحنى تصاعدي حاد من التطور، تتغير فيه الأدوات والنماذج والمفاهيم أسرع من قدرتنا البشرية والتنظيمية على مجاراتها.
تسارع غير مسبوق
لم يعد الابتكار محصورًا في المختبرات أو الشركات الكبرى، بل أصبح مدفوعًا بذكاء اصطناعي قادر على التعلم الذاتي، وبشبكات بحثية مفتوحة، وبمنصات عالمية تتشارك في التطوير بشكل لحظي. تقنيات مثل:
- الذكاء الاصطناعي التوليدي
- الحوسبة الكمية
- الواقع الممتد
- الروبوتات الذكية
تتقدم أسرع من الأطر القانونية، والتعليمية، والإدارية.
أين المشكلة؟
المشكلة ليست في التقنية ذاتها، بل في الزمن الذي تحتاجه الأنظمة الاجتماعية والتنظيمية للتكيّف. فبينما تتغير التكنولوجيا شهريًا، تحتاج الحكومات والمؤسسات التعليمية والصحية والاقتصادية إلى سنوات لتحديث تشريعاتها أو مناهجها أو استراتيجياتها.
فجوة التكيف
هذه الفجوة بين "سرعة الابتكار" و"بطء الاستيعاب" تولّد تحديات عميقة:
- قرارات سياسية غير مبنية على فهم تقني كاف.
- مهن تختفي قبل أن تُتاح فرصة لإعادة تدريب العاملين.
- نماذج عمل تقليدية تنهار أمام اقتصاد المنصات والخوارزميات.
ما الحل؟
نحن بحاجة إلى تحول جذري في نمط التفكير المؤسسي والفردي:
- إدخال الاستشراف التكنولوجي في صنع القرار.
- تسريع دورة التعلم والتدريب داخل المؤسسات.
- بناء أنظمة حوكمة مرنة تستوعب التغيير بدل مقاومته.
خلاصة:
التكنولوجيا لم تعد تنتظرنا. والسؤال الأهم لم يعد: "متى ستصل هذه التقنية؟" بل: "هل نحن مستعدون لها حين تصل؟"
التعليقات
لا يوجد أي تعليقات لعرضها.
تسجيل الدخول